جامعة الجلالة سجل من الأوجاع.. طلبة وأولياء أمور يكشفون المستور
الأهالي: لا توجد خدمات ونطالب بإجراء تحقيق عاجل
حداد في بيوت طلاب الطب المتوفين والمفقودين، والشباب الذين كتبوا بدمائهم أحلامًا لا يقدر لها البقاء في عالم البشر، وعائلات أصابها الفقد بدل الفرح وتبخرت آمالها بنار الفراق. … ولا داعي للدهشة، فأنت هنا في مواجهة الحادث في جامعة الجلالة، فانفصل عن نفسك.
مشاهد الحادث تفطر القلب. كان يحلم بـ “المعطف الأبيض” ذات يوم منذ أن كان طفلاً. فلا تيأسوا عليه، فحلمه كان في الحافلة! كان هناك فتاة كتبت حلمها في غرفتها وكتبت في كل زاوية “الصيدلية” ولكن الحلم سرعان ما انتهى! فمضى وقتها واستمرت كتابتها. وعلى الجانب الآخر صرخت فتاة وكان صوت أنينها وعويلها يؤلمها عندما رأت جثة صديقتها المشوهة – تعرفت عليها من فستانها! وعلى مسافة ليست بعيدة، قالت أم مكلومة: «يدك باردة يا حبيبتي. هل تريدين يا ثمرة حياتي أن تتركيني؟” أتمنى أن أعانقك في يوم تخرجك. ها أنا أعانق جسدك… وأسقي حلمك بالدموع على فراقك.
وقد خلفت هذه الكارثة جروحا لن تلتئم أبدا. أودى بحياة شباب انتهت حياتهم قبل فجر أحلامهم. رائحة دمها جعلتها تبكي من الألم وكان الهواء ثقيلاً على صدرها وكأن الطبيعة تشاركها الألم!
وتكشف هذه الحادثة سجلا دمويا وتكشف انتهاكات واسعة النطاق بناء على بلاغات الطلاب وأولياء الأمور.
“لقد فقدت ثلاثة من زملائي في الحادث. أخشى ألا أعود إلى الجامعة.” وقالت ف، الطالبة بكلية طب الأسنان بجامعة الجلالة: “زملائي طريحي الفراش وحالتهم خطيرة أمام عيني. وهذا الحادث ليس الأول من نوعه، ففي العام الماضي وقع حادثان مختلفان، والفرق بينهما هو: أنه لم يستمر أكثر من أسبوعين وتوفي فيه زميلنا، ولدي صديق أصيب ببتر في ساقه. ذراع . . لا أعلم متى سيأتي دوري! … مسلسل دموي حلقاته متكررة ومؤلمة، والأدهى منه أن الضحايا هم طلاب العلم”.
قال: “أ. وواجه “الوفد” موقفا صعبا أثناء تواجده في المجمع الطبي بالسويس، قائلا: “أهالي الطلاب في حالة حداد، بين إغماء وصراخ وعويل وصراخ تهتز الأرض عندما يقال له”. وعندما سمع خبر وفاتها، غادر المجمع، لكن الأمن أوقفه وظل يردد: «هذه ابنتي الوحيدة. “أريد أن أقول وداعا لابنة طبيبي”، حتى أصيب على الفور بجلطة دماغية، وكذلك نحن الزملاء الذين تم التمثيل بجثثهم.
المشاهد مؤلمة للغاية ويصعب وصفها. لدي صديق بترت ذراعه على الفور لحظة وقوع الحادث.
وأضاف: “نحن نسعى جاهدين لتحقيق الحد الأدنى من معاييرنا للسكن المناسب حتى عندما تكون الخدمات شبه معدومة، لكنهم متمسكون بحقوقهم في التكاليف وعنيدون بشأن كيفية الدفع. السكن باهظ الثمن ويصل إلى 40 ألفاً”. لدي أخ في الجامعة، بالإضافة إلى أن مصاريف الكلية بما في ذلك التكاليف الإدارية تقارب 160 ألفاً، فهي تشكل عبئاً إضافياً على عائلاتنا، ولهذا السبب يلجأ جزء منا للعيش في القرى السياحية والجزء الآخر مجبراً كان السكن في السويس رغم أن المسافة بينها وبين الجامعة ساعتين على الأقل، حدوث أخطار، ناهيك عن علامات الإهمال، إذ حدث ولا حرج فيه. ونطالب بمحاسبة من يقف وراء هذا الحادث الوحشي وحل قضية الإسكان لوقف إراقة الدماء”.
التقطت SM المحادثة قائلة: “إن الظروف في جامعة الجلالة تتدهور للغاية. “الإهمال المستمر ونقص السكن والغلاء الباهظ يمثل عائقاً أمام مسيرتنا التعليمية كطلبة في مصر”، ويعتبر أنه أدى إلى وفاة أكثر من 12 طالباً وإصابة أكثر من 25 آخرين، بالإضافة إلى الوفاة. لأكثر من 5 طلاب العام الماضي وتشويه وبتر أطراف أكثر من 4 طلاب.
وتابع: “لا نعلم ماذا تريد منا إدارة الجامعة في ظل هذه الظروف المأساوية؟”، وأي نعي أو تعزية يعتبر غير مقبول فالمسؤولية تقع على عاتق من تسبب في مسلسل جرائم القتل عبر وسائل النقل من وإلى الجامعة. “لقد أثبتت الإدارة خلال السنوات الخمس الماضية أنها فشلت في ضمان مدينة جامعية آمنة، ناهيك عن عدم وجود مستشفى جامعي – بأرقام تعتبر مصادر ربح من وجهة نظر إدارة الجامعة”.
وتابع سيف الدين، الطالب بكلية الصيدلة: “مشهد الحادث كان قاسيا جدا وكان له أثر مؤلم في النفس”، والطلاب يرقدون في الشارع مضرجين بالدماء والناس يتلعثمون ويتعثرون بين الجثث . إنها حالة من الذعر لم نتمكن حتى من التعافي منها.” مع دخله، كل شيء غالي، الطعام والشراب، ولا توجد نقطة إنقاذ واحدة في الشارع. نحن بحاجة ماسة إلى بيئة تعليمية مناسبة فالوضع صعب وغير مقبول حيث لا يوجد ماء أو مقومات الحياة الأساسية”.
وتابع: “زملاؤنا المتوفون هم ضحايا الإهمال. يموتون بسبب ارتفاع الأسعار، أما الإصابات الخطيرة، فلسوء الحظ عليهم أن يتعايشوا مع فقدان جزء من جسدهم، وهو أمر يعتبر أكثر صعوبة”. وكطالبة جامعية، أعتبر نفسي “كفناً مؤجلاً”. أريد أن أجعل عائلتي سعيدة لأنني أخشى أن أتركهم ميتين.
والأفضل من ذلك كله… قلوب على جمر النار
“أولادنا وبناتنا شفناهم بالكفن قبل ما نشوفهم بالبطانية” بهذه الكلمات أعربت حسني إبراهيم ولي أمر طالبتين بجامعة الجلالة عن استيائها من حادث جامعة الجلالة وقالت: “الجامعة”. الشارع خطير، والظروف أبشع. تأخرت سيارة الإسعاف بسبب حادث الجامعة، وقامت ابنتي وزملاؤها بنقل أصدقائهم المصابين بسيارتهم الخاصة حتى وصول سيارة الإسعاف، ولم يغب عني لحظة واحدة. قلبي مكسور على الأطفال وأسرهم وحزن أمي على ابنها. تخيلت أن ابنتي ستذهب إلى الكلية، وتنتظر أن تصبح طبيبة أو مهندسة. اتصلوا بي وقالوا لي: ابنتك ماتت، الله يسهل عليهم. الكارثة كبيرة جداً».
وعن موقف سابق لها، قالت “حسني”: “بنتي ماتت فجر العام الماضي أثناء تواجدها في السكن الجامعي. اتصلوا بي ورفضوا السماح لها بالخروج. كلمتها للقاهرة لحقت بنتي بـ 3000 جنيه. لقد كانت كسولة ومهملة في كل شيء. أتذكر دفع نفقات قدرها 93000 جنيه مصري، ولأنهم خسروا بطريق الخطأ 250 جنية مصري، فقد رفضوا تسجيل المواد. ومع ذلك، فهم يحافظون على حقوقهم.
وتابعت: “يحدث حادث كل فصل دراسي في جامعة الجلالة، وطلعة الجبل – حيث وقع الحادث – يُمنع من ركوب الحافلات. وللأسف في جامعة بحجم جامعة الجلالة لا توجد خدمات أو حتى عيادة لتقديم الإسعافات الأولية.. كل ما يحدث هو الموت المؤكد للطالب وحياة الطالب.
“بنتي لن تذهب إلى الجامعة حتى يظل هناك اهتمام بحياة الطلاب” بهذه الكلمات علقت ريهام جمال، ولي أمر، على حادثة جامعة الجلالة قائلة: “بنتي في حالة يرثى لها”. الدموع لا تتوقف وهاتفها لا يتركها. تدخل في نوبة بكاء، وتزداد حالتها النفسية سوءا حيث أن الوضع كارثي وليس من السهل التغلب عليه، وتضامنا مع زملائها المتوفين والمصابين، أؤيدها في قرارها حتى اتخاذ القرارات الحاسمة ردا على الحادث حتى نتمكن من استخدامها لحماية حياة أطفالنا من فقدانهم تحت أي ظرف ومهما كانت “العواقب”.
فيما أشار عز الهواري، أحد أولياء الأمور، إلى أن “عبارات الإهمال الجسيم والمستمر تعرض حياة أبنائنا للخطر، خاصة وأن الجامعة تقع في منطقة نائية لا تتوفر فيها الخدمات الأساسية ولا يوجد أمن. “إجراءات لضمان سلامتهم ومعاقبة الجناة”. المزيد من المخاطر إذا لم يتم تشغيل المستشفى الجامعي على الفور. ومن غير المعقول أن يتم إغلاق المستشفى في حالة تكرار الحوادث. “بالإضافة إلى ذلك، يجب زيادة عدد المباني السكنية لاستيعاب العدد الكامل من الطلاب وتوفير بيئة معيشية آمنة ومريحة”.