لا «صفقة» في غزة قبل الانتخابات الأمريكية
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، كشفت تسريبات إسرائيلية أن شروط إتمام صفقة التبادل بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية في غزة لا تزال بعيدة المنال. أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، أن الخطوط العريضة التي قدمتها إسرائيل في مفاوضات اتفاق الدوحة للتبادل لا تنص صراحة على وقف القتال أو الانسحاب من غزة.
وتوقعت إسرائيل والولايات المتحدة أن يتغير موقف حماس بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في رفح في أكتوبر من هذا العام.
ونقلت عن مصدر أجنبي شارك في المحادثات قوله: إن استقالة عضو كبير في فريق التفاوض الإسرائيلي ليست علامة جيدة، كما نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر مطلع على المفاوضات تحذيره من أن رئيس الوزراء وقد يؤدي رفض بنيامين نتنياهو إدراج وقف القتال في اقتراح صفقة المبادلة إلى عرقلة المحادثات. وأوضحت أن الجهاز الأمني في إسرائيل يرى أنه من الأفضل إبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان وغزة، بما في ذلك اتفاق تبادل.
ووفقا لقناة كان الإسرائيلية، فإن قطر والولايات المتحدة تعملان على مواصلة تطوير الاقتراح الإسرائيلي، الذي يتضمن توفير ضمانات لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة في المستقبل في اتفاق أوسع.
ورغم الجولة الأخيرة من المفاوضات والتصريحات الأمريكية المتفائلة بشأنها، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المسؤولين متشككون للغاية في إمكانية إبرام اتفاق تبادل قبل الانتخابات الأمريكية.
وتشير التقديرات إلى أن نتنياهو سيواجه ضغوطا شديدة بعد الانتخابات، سواء من دونالد ترامب أو كامالا هاريس، اللذين سيطالبانه بإنهاء الحرب في الشمال والجنوب وتعزيز وقف إطلاق النار وإطلاق سراح السجناء.
وعلى الأرض، جدد جيش الاحتلال غاراته الجوية على محافظة شمال غزة لليوم الـ26 على التوالي، ففجر المنازل، ودمر الخدمات الأساسية، ومنع وصول الغذاء والماء والدواء.
وصفت مصادر وشهود عيان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بالمدينة التي دمرتها حرب الإبادة والحصار الذي تفرضه إسرائيل، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأطلقت “نداء استغاثة عاجلا” يتضمن خمسة مطالب: “أنقذوا ما يمكن إنقاذه”، حيث يعاني سكان المدينة من كارثة إنسانية نتيجة الحرب المستمرة والحصار المفروض.
كما تفتقر المدينة إلى الغذاء والماء والمستشفيات، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بقطاعي الطوارئ والدفاع المدني والاتصالات.
وأكد الدفاع المدني في غزة، أمس، أن 93 فلسطينيًا استشهدوا في هجوم على “منزل عائلة أبو نصر”، وهو مبنى مكون من خمسة طوابق في بيت لاهيا، وأكد أن حوالي 40 شخصًا ما زالوا تحت الأنقاض.
وجاءت مذبحة بيت لاهيا بعد يوم من إقرار البرلمان الإسرائيلي قانونا يحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل، مما أثار مخاوف بين بعض حلفاء إسرائيل في الغرب وأثار مخاوف من تفاقم الوضع تدهور الوضع الإنساني في غزة.