العالم

رؤية السعودية 2030.. كيف تعمل المملكة على تحقيق التحول نحو التنقل الذاتي؟

رؤية السعودية 2030. أنظار العالم تتجه نحو المملكة العربية السعودية متابعاً لرؤيتها التي تهدف إلى إحداث التحول في قطاع النقل السعودي حيث تسعى المملكة إلى تقليل الاعتماد على النفط وتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام وتحقيق الذات -الاعتماد – يعد التنقل أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها المملكة لتحقيق هذه الأهداف.

التنقل الذاتي ورؤية السعودية 2030

يعد التنقل الذاتي أحد المجالات الرئيسية التي تركز عليها المملكة لتحقيق أهدافها المتعلقة برؤية السعودية 2030، حيث يدور هذا الاتجاه حول اعتماد تقنيات القيادة الذاتية وكذلك المركبات الكهربائية والهيدروجينية، فضلاً عن تطوير البنية التحتية الذكية التي تدعمهم.

استثمرت المملكة بشكل كبير في البنية التحتية للنقل الذاتي، حيث قاد صندوق الاستثمارات العامة مبادرات لتطوير قطاع النقل الذاتي، بما في ذلك الاستثمارات في شركات السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، فضلاً عن إنشاء شركات جديدة مثل سير. الشركة التي تمثل العلامة التجارية الوطنية الأولى في مجال السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية، ومن المقرر أن تبدأ شركة “سير” في تطوير وتصنيع وبيع السيارات الكهربائية المجهزة بتقنيات متقدمة مثل وظيفة القيادة الذاتية في عام 2025، وذلك لأول مرة في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سيارات السيدان والسيارات ذات الدفع الرباعي.

الشركات التي وقعت عقودا مع المملكة العربية السعودية

و”سير” هو مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة “فوكسكون” الأمريكية، تحصل فيه الشركة السعودية على تراخيص تقنية لمكونات تتعلق بالسيارات الكهربائية من شركة “بي إم دبليو” الألمانية لاستخدامها في تطوير المركبات.

وفي يوليو 2023، أعلنت وزارة الاستثمار السعودية عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “ريجال كابيتال” الأمريكية وشركة “كليفون تيك” الإستونية، وهو ما يمثل خطوة حاسمة في تشكيل مستقبل الابتكار في المملكة ذاتية الحكم كما أن قطاع مركبات النقل لديه العديد من الاتفاقيات مع شركات عالمية رائدة مثل هيونداي موتور وتسلا لتطوير تقنيات المركبات الكهربائية ذاتية القيادة وتوطينها في المملكة.

التنقل الشخصي في المملكة العربية السعودية

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن السعودية وشركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية تيسلا تجريان محادثات لإنشاء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في المملكة. وقالت الصحيفة إنه إذا نجحت المحادثات وتم التوصل إلى اتفاق مع السعودية فقد تساعد في الوصول إلى هدفها المتمثل في بيع 20 مليون سيارة سنويا بحلول عام 2030، ارتفاعا من حوالي 1.3 مليون سنويا في عام 2022.

السيارات ذاتية القيادة في السعودية

وفي مارس 2023، كشفت وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية عن تجربة المركبات ذاتية القيادة لدعم أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية. وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في 25 أغسطس، تم اعتبار النقل الذاتي في المملكة العربية السعودية بمثابة منصة جديدة لمشاريع المستقبل. كما أكد التقرير أن المملكة العربية السعودية ترغب في تطوير إطار تنظيمي متكامل كجزء من خطتها للنهوض بثورة التنقل الذاتي، بالإضافة إلى تلبية البنية التحتية المطلوبة، كما تتضمن معالجة القضايا الأساسية مثل معايير السلامة والمسؤولية القانونية وأمن المعلومات. .

من جانبه، قال سيباستيان بوكوب، رئيس الشبكات والشراكات وعضو اللجنة التنفيذية للمنتدى الاقتصادي العالمي: «بينما نتقدم في القرن الحادي والعشرين، فإن دمج التنقل الذاتي في أنظمة النقل العالمية لدينا له أهمية خاصة. وأضاف: “تطور حاسم”، مضيفاً أن “رؤية المملكة 2030 هي استراتيجية جريئة، وهي طموحة وتهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد ورفع مستوى قطاعات الخدمات العامة، مع التركيز على البنية التحتية للنقل”. ” تهدف استراتيجيات الرؤية التفصيلية، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية واستراتيجية التنقل الذاتي، إلى جعل المملكة العربية السعودية مركزًا لوجستيًا عالميًا ورائدة في مجال التنقل الذاتي.”

الإنتاج التجاري للسيارات الكهربائية

ومن ناحية أخرى قال د. وقال الخبير الاقتصادي عبد الرحيم الحور في تصريحات صحفية، إن السعودية بحكم مساحاتها الشاسعة كانت بحاجة إلى شبكة طرق حديثة منذ البداية لربط المناطق، وكانت البنية التحتية لشبكة الطرق سبقت معظم أوجه التنمية في المملكة، مؤكداً أن الرؤية الحديثة عملت على الحفاظ على هذه الشبكة من خلال الصيانة الدورية والتطوير المستمر ضمن أعلى المواصفات الإنشائية العالمية في المجال، نظراً للإنتاج التجاري الوشيك لسيارات كهربائية عالية الجودة فنياً وعملياً.

وأضاف الحور أن السيارات الكهربائية هي الأنسب للقيادة الذاتية لأنها مدعومة ببرمجيات جديدة متصلة بشبكة الأقمار الصناعية، ويبدو أن إدخال القيادة الذاتية في المملكة هو واقع ملموس وسيكون له تأثير إيجابي على قطاعات متعددة مثل مثل النقل التجاري والخدمات اللوجستية. ومع ذلك، في بداية إدخال القيادة الذاتية، سيكون هناك عدة عقبات وصعوبات وآثار جانبية في مشاريع النقل، ولكن مع مرور الوقت سيتم التغلب على كل هذه العقبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى