اقتصاد

مصانع الصلب ترفع لافتة “الشكك ممنوع لعدم الإحراج”!

وتكاد صناعة الصلب في مصر تنفرد بما يعرف بالمرونة السعرية، حيث ترتفع وتنخفض أسعار المنتجات في السوق المحلي وفقا لأسعار المواد الخام في البورصات العالمية. وجميعها تشتمل على مواد أولية مستوردة من الخارج، وتقدر قيمة الواردات منها بمليارات الجنيهات سنويا.

** التدفق لواردات البليت

وإذا نظرنا إلى المواد الخام المستوردة لمصانع الصلب وبدأنا بالخردة، نقول إن الخردة هي العمود الفقري لصناعة الصلب. لا تتجاوز أحجام الخردة في السوق المحلي 10% من احتياجات المصانع ولذلك تضطر المصانع وخاصة المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة إلى استيراد كميات كبيرة من الخردة التي ترتفع أسعارها أسبوعيا، ووصل سعر الطن إلى أكثر من 17 دولارًا أمريكيًا للطن، ليصل سعر الطن إلى 385 دولارًا عالميًا، وفي السوق المحلي وصل سعر الطن إلى أكثر من 22 ألف جنيه. وإذا نظرنا إلى بقية الخامات المستوردة من خام الحديد والبليت نجد أن المصانع المتكاملة لصلب العز والسويس وبشاي والمرقبي تنتج جزءا كبيرا منها وبتكلفة عالية جدا وقد تستورد كميات منها منها تحسبا لعجز واحد في إنتاجهم المحلي. أما مصانع الدرفلة فتعتمد بشكل أساسي على البيليت، الذي يتم شراؤه تارة من السوق المحلي وتارة أخرى استيراده، وذلك باستخدام ثروة البنوك الدولارية لتمويل استيراد مستلزمات الصناعة التحويلية، في ظل اهتمام القيادة السياسية المستمر بالسلطة. الصناعة لزيادة معدلات النمو والناتج المحلي الإجمالي ومن هذه المرافق والكميات المستوردة تكاد تكون المنصات الضخمة معفاة من الرسوم الجمركية على حساب الصناعة المصرية. ووصلت هذه الكميات إلى حوالي 100 خلال أسبوع.ألف طن، وهذه الكميات في تزايد مستمر، دون الاستفادة من خزينة الدولة المطلوبة. وكما سبق أن ذكرنا، فإن التدخلات الحكومية لتقنين واردات البليت تشبه ما يحدث في جميع الدول الصناعية المتقدمة في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. ، الذين اتخذوا تدابير وقائية لحماية صناعة الصلب المحلية.

إغراق واردات البليت **

ولا تتردد الدول الأوروبية المنتجة للصلب في استخدام كافة القواعد والإجراءات المعمول بها في منظمة التجارة العالمية لحماية صناعة الصلب لديها من الممارسات المخلة بالمنافسة، بما في ذلك تدفق واردات الإغراق التي استهدفت صناعة الصلب المحلية مؤخراً من قبل بعض الأوروبيين. وتعرضت الدول بحجة حماية صناعاتها المحلية في أوروبا لإجراءات غير عادلة. وفي المقابل تماما، تتدفق واردات البليت الأوروبية والآسيوية على أسواقنا المحلية بكميات هائلة، مما يتسبب في أضرار جسيمة لصناعة الصلب المحلية، وخاصة المصانع المتكاملة التي يعمل فيها عشرات الآلاف من العمال والموظفين ويتقاضون رواتب باهظة دون اتخاذ أي إجراء للتعويض. للحد من الممارسات الضارة بالصناعة المحلية. ونتيجة لتدفق واردات البليت من التجار المحليين وأصحاب مصانع الدرفلة بأسعار رخيصة، اضطرت المطاحن المتكاملة إلى خفض أسعار حديد التسليح في اليومين الماضيين. هذه الأسعار غير واقعية ولا تعكس الواقع والحقيقة أن المصانع المتكاملة تبيع حاليا بسعر التكلفة وربما أقل من التكلفة مما سيسبب لها ضررا جسيما خلال الفترة المقبلة وسيتضح ذلك عند مراقبة نتائج عمليات التشغيل. الشركات بنهاية العام المالي الحالي، وقد تظهر الخسائر خلال الأيام القليلة المقبلة من خلال التدفقات النقدية العائدة من العمليات، أو ما يعرف بالتدفق النقدي.

ظاهرة لا تحدث إلا في السوق المصري

 

وخفضت المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة أسعار حديد التسليح بحد أقصى 2500 جنيه بشركة حديد عز، وهو أكبر تخفيض في أسعار حديد التسليح. وخفضت المصانع أسعار الحديد بالتزامن مع الارتفاع الكبير في أسعار الخردة حيث وصل سعر الطن إلى 385 دولارا بزيادة 17 دولارا. ومقارنة بأسعار الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر، ارتفعت أسعار الخام إلى 495 دولارًا أمريكيًا وارتفعت أسعار خام الحديد إلى 111 دولارًا أمريكيًا، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الخام العالمية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار اللولب إلى 630 دولارًا أمريكيًا والصلب المسطح إلى 520 دولارًا أمريكيًا. وأيضاً ارتفعت أسعار حديد التسليح نفسه إلى 630 دولاراً في دولة مثل تركيا… ورغم هذه الزيادات الكبيرة في أسعار المواد الأولية في البورصات العالمية إلا أن المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة خفضت أسعار حديد التسليح كما قلنا، في مظهر غريب ومفارقة عجيبة ربما لا تحدث إلا في السوق المصري، لأن بديهيات المنطق تنص على أنه عندما ترتفع أسعار المواد الخام عالمياً فإن أسعار المنتجات ترتفع أيضاً محلياً، ومن خلال التنقيب ودراسة أسباب ذلك انخفاض الأسعار بشكل غير منطقي من جانب المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة المثقلة، وجدنا أن هذا هو السبب الرئيسي لأن التجار وأصحاب مصانع الدرفلة يستوردون كميات كبيرة من البيليت بدون رسوم جمركية، وهذه الكميات عبارة عن قضبان رخيصة الثمن. مما أتاح لهم تخفيض أسعار حديد التسليح في مصانعهم، حيث أن مصانع الدرفلة لا تتحمل تكاليف كبيرة في الإنتاج والتشغيل، حيث تكتفي بدرفلة عروق البليت وتحويلها إلى قضبان تسليح بطريقة مشابهة لعمل وعصارات قصب السكر مماثلة، على عكس المصانع المتكاملة التي تتكبد تكاليف باهظة. على سبيل المثال، يكفي أن يكون عدد العمال والموظفين في مجموعة مثل حديد عز أو مجموعة السويس أو بشاي يتوافق مع عدد الموظفين في أربع أو خمس مصانع درفلة تقريبًا. وأمام انخفاض أسعار حديد التسليح في مواجهة تراجع حجم الطلب، رفعت المصانع لافتة “لا يوجد شك تجنبا للإحراج”، خاصة أن العديد من المصانع قامت بتسوية الأسعار دون تأمين، مع إعطاء الأفضلية للمصانع التي تدفع نقدا لأنها بحاجة ماسة للسيولة لدفع عجلة الإنتاج.بقي أن نشير إلى أن هذه الظروف المعاكسة التي تعمل فيها مصانع الصلب ستحد من إنتاجها وقدراتها التنافسية في الداخل والخارج، وكل التكهنات تشير إلى أن الحكومة ممثلة برئيس الوزراء قد تبدأ حوارا مع الصناعيين المعنيين قبل اتخاذ إجراءات وقائية. التدابير، ويتخذ القرارات والتدابير الجمركية بهدف حماية إحدى الدول. وأهم الصناعات الوطنية القديمة هي صناعة الصلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى