العالم

عودة إسرائيل لمفاوضات وقف الحرب بثلاث مجازر

محرقة للأطفال والنساء جراء قصف مدرسة ومستشفى وسط غزة ونزح الآلاف من المناطق الإنسانية تحت أشعة الشمس الحارقة

استأنفت الأوساط الدبلوماسية، أمس، الحديث عن العودة مجددا إلى المفاوضات لإنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، المستمرة للشهر العاشر على التوالي، وسط ضجيج الغارات الصهيونية بالفسفور الأبيض على دير البلح. بساتين النخيل والملاجئ المؤقتة والمستشفيات الميدانية وسط قطاع غزة في دورات المياه وسط صراخ المستغيثين وعويل الأمهات في مشهد دموي يمزق حناجر الجميع بعض أرغفة الخبز المحبوبة التي نالها وربما انتظرها أشهراً لكن الجرائم الصهيونية سلبت الجزء الأخير من حياته.اصطدمت أشلاء الأطفال بالجدران بينما يفر عشرات الآلاف من الأطفال والنساء سيرا على الأقدام في ظل الطقس الحار من مناطق جنوب شرق خان يونس بعد إعلان حكومة الإرهاب الصهيونية إخلاء المناطق الإنسانية تحت قصف وحشي دون رحمة ودون إجابة على السؤال المستمر: إلى أين؟ارتكب الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مجازر جديدة في اليوم الـ 295 من حرب الإبادة الجماعية بقصف المستشفى الميداني الذي أقيم في مدرسة خديجة بدير البلح في ولايات المحافظة الوسطى، حليفه وشريكه الأهم، مواصلاً مجازره وإعلانه الإبادة الجماعية. إن بدء جولة المفاوضات لإنهاء الحرب هو مشهد سخيف. مثل الحرث من خلال الماء.وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا إلى الفرار من وسط وشرق خان يونس بسبب القتال العنيف المستمر. ووفقا للأمم المتحدة، فإن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قد نزحوا بسبب القتال مرة واحدة على الأقل.وتتصاعد التحذيرات الدولية والفلسطينية مع توسع مناطق التهجير القسري، مما يشير إلى أن الإخلاء قد يؤثر على المنطقة المحيطة بمستشفى ناصر في مدينة خان يونس، وهو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل رغم كل التحديات ورحيل ناصر في ظل عدم القدرة الكاملة على استئناف العمل. العمليات في المستشفى الأوروبي، وهذا يعني أن كارثة صحية تلوح في الأفق.كما تأتي هذه المجازر المتواصلة على خلفية إسقاطه النظام الصحي وتدمير وحرق المستشفيات وجعلها غير صالحة للعمل، وعلى خلفية الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الطواقم الطبية وما تبقى من غرف العمليات الجراحية وحذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، من انتشار الأوبئة والأمراض والفيروسات، خاصة شلل الأطفال، قائلا: “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب في انتشار الأمراض والفيروسات”.وقال الشوا إن غزة معرضة للتهديد من انتشار فيروس شلل الأطفال، خاصة في ملاجئ الطوارئ التي تؤوي عددًا لا يحصى من النازحين وسط التهجير القسري الذي تقوم به قوات الاحتلال للشعب الفلسطيني.وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وفتح المعابر الحدودية لنقل كافة المساعدات والمعدات الطبية، خاصة في ظل تزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال.وأضاف أن هناك أوضاعاً غير إنسانية في مناطق النازحين، من بينها تمدد المجاري بين خيام النازحين في مراكز الإيواء الطارئة، ونقص المياه للاستخدام اليومي أو الشرب، مؤكداً أن الكارثة الإنسانية في هذا القطاع تأخذ نطاقاً مختلفاً في ظل الظروف الطارئة. واستنفاد الأدوية والخدمات الطبية وإغلاق معظم المستشفيات التي تتطلب توفير التطعيمات ضد شلل الأطفال والتهاب الكبد والأمراض الشائعة الأخرى.أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفدا إسرائيليا برئاسة رئيس الموساد ديفيد بارنيا سيتوجه إلى روما هذا الأسبوع لاستئناف المحادثات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. جاء ذلك خلال لقاء نتنياهو بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فلوريدا، والذي سيغادره الوفد قريبا.وبالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وقطر، تشارك مصر أيضًا في الاجتماع، ومن المتوقع أن يقدم مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز وثيقة توضح موقفها الحالي من الاتفاقية قبل المحادثات.وهاجم عدد من الدول، بما في ذلك فلسطين، بشدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفشله في إنهاء الحرب. وأدان فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، إسقاط أكثر من 50 ألف قنبلة على قطاع غزة، وتدمير المباني السكنية وتدمير البنية التحتية المدنية.وفي حديثه خلال اجتماع حول الوضع في الشرق الأوسط، أكد أن قرارات مجلس الأمن بشأن الصراع لا تزال حبرا على ورق.وأضاف أن هناك خطر انتشار الصراع إلى لبنان وسوريا، وأنه لا يوجد مكان آمن في غزة. كما أعرب بيان رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني والعدد المذهل للاجئين، ودعا البيان جميع الأطراف إلى العمل نحو “السلام” بهدف تحقيق حل الدولتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى